عام جديد .. بطعم قديم ..
اليوم نرقـب أفول هذا العام الثـقـيـل .. عام المآسي والاغـتـيـالات وفقدان
الاحبة والـزعماء ..
لذلك لم تكن سنة 2013 بطعم الثورة التي تذوقـناها سنة 2010 و 2011 ، ولم
تكن بروحها التي دبت في شارع بورقيبة ، وفي كل ساحات البلاد .. كما لم تكن برائحة
أريجها الذي انتشر في كل بيت ، فانتشى به كل الحالمين ..
واليوم يستعـد عام أخواني للرحـيل ، فتراه يجمع بقايا أحـزان ، لأنه مجـبـر على ألا يترك أي أثر للخـيـبة
والفشل ..
وغدا تغـرب شمس عام حزين موشح بالسواد ، فـنذكر - في كل آن وفي كل حين - كل
المصائب والخيبات ..
غدا سيسافر بلا رجعة تحت جنح الظلام .. لكنه أبى الا يفارقـنا دون أن يحوّل
نواياه السيئة الى نقمة على المستضعـفـيـن ..
هكذا ظهر قبل آخر ليلة ، مضطربا ، متأبطا شره كأنه يريد الانتقام ، بعد أن
تلقى ما يكره قبل أن يتم الرحيل ..
ألم يترك لنا تلك الميزانية المحبطة للآمال ، في الوقت الذي تتطلع فيه كل
فئات الشعـب لرسائل الاطمئنان والامل .. فاين نحن من كل هذا ، وبين أيدينا ميزانية
2014 الفاقدة للسند والموارد ، المستهدفة للقدرة الشرائية للمواطن ،المثقلة لكاهله
بالضرائب ، المعوّلة على القروض، المجمّدة للتشغـيل، والمعـلِـّبة للكرامة في صناديق النهب والسرقات ..
فأي طعم لهذا العام الجديد والحال أن كل ما في أحشائه قديم سقـيم .. ؟
فساد قديم ، وقهر قديم ، واستغلال ، ونهب ، وتهميش ، وزيف قديم .. وفوق هذا ما لا يُحتمل ولا يطاق
من استـئثار بالمنافع ، الى فوضى أمنية وألغاز محيّـرة ..
وفي المقابل حمار واقف على عتبة الشيخ .. ودهاء ، ومناورة وتلاعـب بالوقت ،
وركض وراء السّراب .. حتى وقع الناس في
دوامة الاستنزاف والملل واليأس والسلبية .. لتمرير دستور التمكين ..
غدا سيخرج من عالمنا عام قديم ..
وسنستقـبل عاما جديدا بكل فـتـور
..
لكننا حين ينبلج صبح جديد .. ستكبر أحلام كثيرة بين الضلوع .. وسيبقى في
العـيون البريئة بصيص الأمل ..
ومهما خفنا بأن تتعـب الامنيات .. فلا
بد أن يستمر نبض الحياة .. ولا بد أن تـُـكـسر
كل القـيـود ..
( القدس عدد 204 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق