الثورة والسلم الاهلي ..
لقد كانت الفتن الطائفية التي ظهرت قبل ثورة 25 يناير بين المسيحيين والمسلمين ملفتة للانتباه حيث ساهم الاستبداد والحيف الاجتماعي والعنصرية التي كان ينتهجها نظام مبارك مثيرة لمخاوف المواطنين في مصر .. غير ان تفاقم هذه الصراعات بعد الثورة واتساع رقعـتها حتى وصلت الى افتعال صراع شيعي - سني ، لم يظهر حتى في عصر النظام المخلوع ، قد اثار تساؤلات أكبر حول طبيعة نظام الاخوان الذي انجر دون مبرر للاصطفاف وراء صراعات اقليمية تدور رحاها في لبنان و العراق و سوريا بدوافع حزبية ضيقة ودون تقدير للمصلحة الوطنية .. وفي هذا الاطار نورد هذا النص للكاتب عمرو صابح يبين فيه سر الاستقرار زمن ثورة يوليو : " سأل جمال عبد الناصر البابا كيرلس السادس عن عدد الكنائس التي يرى من المناسب بناؤها سنويا، وكان رد البابا (من عشرين إلى ثلاثين)، وكان الرئيس عبد الناصر هو الذي أمر بأن يكون عدد الكنائس المبنية سنويا خمسا وعشرين كنيسة، وأن يكون التصريح بها بتوجيه من البابا نفسه إلى الجهات الرسمية. وعندما طلب البابا كيرلس السادس من الرئيس عبد الناصر مساعدته في بناء كاتدرائية جديدة تليق بمصر، وأشتكى له من عدم وجود الأموال الكافية لبنائها كما يحلم بها، قرر الرئيس عبد الناصر على الفور أن تساهم الدولة بمبلغ 167 ألف جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة، وأن تقوم شركات المقاولات العامة التابعة للقطاع العام بعملية البناء للكاتدرائية الجديدة كما أنه بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر كان يعقد اجتماع أسبوعي كل يوم اثنين بين السيد/ سامي شرف - وزير شئون رئاسة الجمهورية – والأنبا / صمويل - أسقف الخدمات وسكرتير البابا - لبحث وحل أي مشاكل تطرأ للمسيحيين . كما أولى الرئيس جمال عبد الناصر اهتماما شديدا بتوثيق العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلاسيلاسى حاكم الحبشة (أثيوبيا) مستغلا في ذلك كون مسيحيي أثيوبيا من الطائفة الأرثوذكسية، ودعا الإمبراطور هيلاسيلاسى لحضور حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية عام 1964، كما دعم توحيد الكنيستين المصرية والأثيوبية تحت الرئاسة الروحية للبابا كيرلس السادس ، كان الرئيس عبد الناصر كعادته بعيد النظر في ذلك فقد أدرك أن توثيق الروابط بين مصر وأثيوبيا يضمن حماية الأمن القومي المصري لأن هضبة الحبشة تأتى منها نسبة 85% من المياه التي تصل مصر. للأسف الشديد بعد وفاة الرئيس عبد الناصر والانقلاب على الثورة في 13 مايو 1971 وما أعقب حرب أكتوبر 1973 من ردة شاملة على سياسات عبد الناصر، تدهورت العلاقات المصرية الأثيوبية في عهد الرئيس السادات، ومازالت متدهورة حتى الآن وقد انفصلت الكنيسة الأرثوذوكسية الأثيوبية عن الكنيسة المصرية، واستطاعت إسرائيل أن تحتل مكانة مصر في أثيوبيا، وفي أفريقيا كلها. وفي عهد جمال عبد الناصر لم تقع حادثة واحدة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولم تنتشر دعاوى تكفير الأخر ومعاداته. كان هناك عدو واحد معروف ومحدد هو الاستعمار الأمريكي وذيله الصهيوني في الوطن العربي وكان هناك مشروع قومي يوحد طاقات الأمة كلها ويجمعها لتحقيق أهدافها في التقدم والنهوض " .
( القدس عدد 90 ) .
لقد كانت الفتن الطائفية التي ظهرت قبل ثورة 25 يناير بين المسيحيين والمسلمين ملفتة للانتباه حيث ساهم الاستبداد والحيف الاجتماعي والعنصرية التي كان ينتهجها نظام مبارك مثيرة لمخاوف المواطنين في مصر .. غير ان تفاقم هذه الصراعات بعد الثورة واتساع رقعـتها حتى وصلت الى افتعال صراع شيعي - سني ، لم يظهر حتى في عصر النظام المخلوع ، قد اثار تساؤلات أكبر حول طبيعة نظام الاخوان الذي انجر دون مبرر للاصطفاف وراء صراعات اقليمية تدور رحاها في لبنان و العراق و سوريا بدوافع حزبية ضيقة ودون تقدير للمصلحة الوطنية .. وفي هذا الاطار نورد هذا النص للكاتب عمرو صابح يبين فيه سر الاستقرار زمن ثورة يوليو : " سأل جمال عبد الناصر البابا كيرلس السادس عن عدد الكنائس التي يرى من المناسب بناؤها سنويا، وكان رد البابا (من عشرين إلى ثلاثين)، وكان الرئيس عبد الناصر هو الذي أمر بأن يكون عدد الكنائس المبنية سنويا خمسا وعشرين كنيسة، وأن يكون التصريح بها بتوجيه من البابا نفسه إلى الجهات الرسمية. وعندما طلب البابا كيرلس السادس من الرئيس عبد الناصر مساعدته في بناء كاتدرائية جديدة تليق بمصر، وأشتكى له من عدم وجود الأموال الكافية لبنائها كما يحلم بها، قرر الرئيس عبد الناصر على الفور أن تساهم الدولة بمبلغ 167 ألف جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة، وأن تقوم شركات المقاولات العامة التابعة للقطاع العام بعملية البناء للكاتدرائية الجديدة كما أنه بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر كان يعقد اجتماع أسبوعي كل يوم اثنين بين السيد/ سامي شرف - وزير شئون رئاسة الجمهورية – والأنبا / صمويل - أسقف الخدمات وسكرتير البابا - لبحث وحل أي مشاكل تطرأ للمسيحيين . كما أولى الرئيس جمال عبد الناصر اهتماما شديدا بتوثيق العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلاسيلاسى حاكم الحبشة (أثيوبيا) مستغلا في ذلك كون مسيحيي أثيوبيا من الطائفة الأرثوذكسية، ودعا الإمبراطور هيلاسيلاسى لحضور حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية عام 1964، كما دعم توحيد الكنيستين المصرية والأثيوبية تحت الرئاسة الروحية للبابا كيرلس السادس ، كان الرئيس عبد الناصر كعادته بعيد النظر في ذلك فقد أدرك أن توثيق الروابط بين مصر وأثيوبيا يضمن حماية الأمن القومي المصري لأن هضبة الحبشة تأتى منها نسبة 85% من المياه التي تصل مصر. للأسف الشديد بعد وفاة الرئيس عبد الناصر والانقلاب على الثورة في 13 مايو 1971 وما أعقب حرب أكتوبر 1973 من ردة شاملة على سياسات عبد الناصر، تدهورت العلاقات المصرية الأثيوبية في عهد الرئيس السادات، ومازالت متدهورة حتى الآن وقد انفصلت الكنيسة الأرثوذوكسية الأثيوبية عن الكنيسة المصرية، واستطاعت إسرائيل أن تحتل مكانة مصر في أثيوبيا، وفي أفريقيا كلها. وفي عهد جمال عبد الناصر لم تقع حادثة واحدة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولم تنتشر دعاوى تكفير الأخر ومعاداته. كان هناك عدو واحد معروف ومحدد هو الاستعمار الأمريكي وذيله الصهيوني في الوطن العربي وكان هناك مشروع قومي يوحد طاقات الأمة كلها ويجمعها لتحقيق أهدافها في التقدم والنهوض " .
( القدس عدد 90 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق