روابط الأجزاء :
تـقديــــم / الجـــزء 1 / الجـــزء 2
الجــزء 3 / الجــزء 4 / الجــزء 5
الجــزء 6 / الجــزء 7 / الجــزء 8
الجـزء 9 / الجـزء 10 / الجزء 11
الجـزء 12 /الجزء 13 / الجزء 14
الجـزء 15 / الجزء 16 / الجزء 17
الجزء 18 / الخاتمة / المحتوى كامل
فرز واحد ... أم فرز متعدّد ... ؟
دراسة في أقوال ومواقف الدكتور عصمت سيف الدولة .
-1-
انتهينا في التقديم الى ضرورة الرجوع الى مفهوم الفرز
عند الدكتور عصمت سيف الدولة ، فطرحنا هذين السؤالين : ماذا
كان يقصد صاحب المقولة حينما تحدّث عن فرز القوى ؟ .. وكيف تنجز هذه
المهمّة عنده ..؟ وفي البداية نتوقف عند هذين السؤالين لنلاحظ ان أحدهما يتعلق "بالقصد" وهو يعني أنه لا بد أن يكون لعملية الفرز مفهوم واضح ومحدّد عند الدكتور عصمت سيف الدولة ، والآخر يتعلق "بالكيفية" أي أن تكون له آليات وأساليب معلومة منذ البداية حتى يتم إتباعها للوصول الى تحقيق الغرض المطلوب .. أي أن تكون هذه العملية مطلوبة لتحقيق غاية محدّدة يعلمها الجميع حتى يتم انجازها على أحسن وجه .. اذ أنه من غير الممكن أبدا أن يطرح الدكتور عصمت سيف الدولة مهام نضالية بهذه الاهمية دون تحديد مفاهيم واضحة وأساليب عملية قابلة للانجاز وفقا لأهداف مضبوطة ..
وهكذا نرى أن الإجابة عن هذين السؤالين تقتضي التطرق الى هذه النواحي : المفهوم والأساليب والأهداف ، في كل مراحل الحديث للوصول الى أجوبة دقيقة .. وهو ما يجعل مسألة الدقة المطلوبة في الإجابة تمر حتما عبر مجموعة من الأسئلة الثانوية ذات العلاقة بموضوع الفرز لا بد من الإجابة عنها للإحاطة بكل جوانب الموضوع ومنها :
1 – حينما نتحدث عن فرز القوى والصفوف كما طرحه الدكتور عصمت سيف الدولة ، هل هو مهمّة فردية أم جماعية ؟ بمعنى هل هي مهمّة أفراد أم تنظيم ؟
2 – هل الغاية من الفرز فكرية نظرية أم حركية ، أم تشمل الفكر والحركة معا ، وما هي آلياتها في كل حالة ؟
3 – هل للفرز غاية إستراتيجية أم تكتيكية أم تشمل الاستراتيجي والتكتيكي معا وما هي الآلية المناسبة لكل حالة ؟
4 – هل الفكر الطليعي هو المشروع الفكري للدكتور عصمت سيف الدولة ؟
5 – هل يلتقي القوميون لبناء التنظيم القومي على مشروع فكري جاهز يحسمونه قبل قيام التنظيم القومي ؟
6 – هل الغاية من الفرز بناء مشروع فكري أم بناء مشروع تنظيمي مشروعه الفكري غير محسوم ؟
7 – هل للقوميين مفهوم موحّد للفرز ، ومن يتولى تحديد هذا المفهوم ؟
8 – هل يقوم الفرز على الثوابت أم على المتغير من الأحداث ، أم على كلاهما معا ؟
9 – هل يخضع الفرز - وجوبا - لأسلوب علمي محدّد مرتبط - وجوبا - بغاية محددة ؟
10 – هل يتغير الفرز بتغير المراحل فتتغير مضامينه أم هو متواصل على مضمون ثابت ؟
11 – هل الفرز الداخلي يخضع لنفس المقاييس والمعايير التي يقوم عليها الفرز الخارجي في أي مرحلة من المراحل النضالية ؟
12 – هل يمكن مثلا ، أن يكون اختيار مترشح في محطة انتخابية معيارا للفرز بين القوميين ؟
13 – هل الفرز المطلوب كما طرحه الدكتور عصمت سيف الدولة معلن ومفتوح في كل الفضاءات أم يستوجب تأطيرا واليات خاصة بمن يهمهم هذا الأمر الخصوصي ؟
14 – هل أسلوب الفرز المعتمد حاليا يخدم المشروع القومي أم يعيقه ؟
15 – هل يتم الاحتكام – في عملية الفرز – الى التكتيك أم الى الاستراتيجيا ؟
16 – هل هناك استراتيجيا سابقة على قيام التنظيم القومي ؟
17 – هل الاستراتيجيا هي الأهداف الإستراتيجية التي جاء بها المشروع الفكري للدكتور عصمت سيف الدولة ؟
18 – هل حدد الدكتور عصمت سيف الدولة في مشروعه الفكري الاستراتيجيا أم الأهداف الإستراتيجية ؟
19 – هل التكتيك في المعارك القومية والإقليمية يحدّده الأفراد أم هو مهمّة تنظيم ؟
20 – هل الانتماء للأحزاب الإقليمية جريمة لأن الإقليمية مجرمة ؟
21 – هل تستطيع الأحزاب الإقليمية ذات الخلفية القومية بناء استراتيجيات قومية ؟ وما هي خصوصيات استراتيجياتها الإقليمية في حدود ولائها القومي ؟
22 – هل الولاء القومي عقيدة قومية أم تموقع تنظيمي ؟
23 - هل العقيدة القومية تتأثر بالمواقع الحركية ؟
24 – هل وجود الأحزاب القومية في شكلها الإقليمي معيق للمشروع القومي أم مساعد على تحقيقه ؟
25 - هل وجود القوى القومية في السلطة يخدم المشروع القومي أم يعيق تحقيق أهدافه ؟
26 ـ ما هو دور القوميين وأسلوبهم حينما يكونون في قطر يحكمه الاستبداد ، وفي قطر آخر به هامش من الحريات السياسية الليبرالية تحت حكم القوى الرجعية ، وفي قطر ثالث تتوفر فيه أرضية تسمح بتحقيق قدر هام من الديمقراطية السياسية والاجتماعية ؟
27 ـ لماذا تبنى الدكتور عصمت سيف الدولة مبدأ الدفاع عن حق الناصريين في مصر للحصول على ترخيص من أجل النشاط الحزبي الإقليمي ، مع الاجتهاد الفكري والتحريض المستمر لإنجاح هذا الخيار وهو صاحب الدعوة للتنظيم القومي ؟
28 ـ لماذا استجاب الدكتور عصمت سيف الدولة لدعوة الثورة في ليبيا سنة 70 وقبِل فكرة بناء التنظيم القومي تحت إشراف دولة إقليمية ؟
29 ـ لماذا كان الدكتور عصمت سيف الدولة يتفاعل ايجابيا مع أي مبادرة إقليمية من الأنظمة حينما تكون بها أي مضامين وحدوية ولو كانت شكلية على غرار اتفاق الوحدة في بني غازي ؟
30 ـ ما هي شروط وحدود هذا التفاعل الايجابي مع المبادرات الوحدوية سواء على المستوى الرسمي للدول الإقليمية أو للأحزاب ؟
31 – لماذا كان يتفاعل بمرونة مع التكتيك المرحلي لفصائل المقاومة سواء داخل منظمة التحرير أو خارجها ؟
32 – لماذا كان يتعامل معها بأسلوب النصح والاقناع والتنبيه الى الأخطاء ممتنعا عن التشهير مهما بلغت الأخطاء ؟
33 ـ لماذا غير الدكتور عصمت سيف الدولة موقفه من الدعوة لأنصار الطليعة بعد هزيمة 67 وبدأ التحريض على تكوين خلايا المقاومة معتبرا أن حضن المقاومة أفضل أرضية لبناء التنظيم القومي (ما العمل - رسالتان الى الشباب العربي 67 - 69) ؟
34 ـ الا يعتبر فرض أسلوب بعينه في تحقيق الوحدة على القوى الثورية يتنافى مع حرية الإرادة الإنسانية التي تعتبر حجر الأساس في بناء كل مقولات الفكر القومي التقدمي ؟
35 ـ لماذا كُتب بيان طارق في نسختين مختلفتين إحداهما لسوريا والأخرى لمصر ؟ (حبيب عيسى – "ملاحظات للدفاع في القضية 37 لعام 1972" ) .
36 - هل تجاوزت الأحداث أسلوب البناء للتنظيم القومي الوارد في بيان طارق (1966) أم انه أسلوب صالح لكل زمان ؟
37 ـ هل تمت الوحدة في الأمم الأخرى ، الألمانية والايطالية والأمريكية وغيرها .. بنفس الأسلوب الذي جاء في بيان طارق ؟
38 ـ هل يعتبر تحقيق الوحدة في الوطن العربي كما جاء وصفه في بيان طارق أسلوبا عربيا خاصا بواقع موضوعي أم أسلوبا عاما لتحقيق الوحدة ؟
39 ـ هل القوميون الوحدويون الاشتراكيون قوة واحدة أم قوى متعدّدة ؟
40 - هل التنظيم القومي تنظيم نخبوي أم تنظيم شعبي ؟
41 - هل يمكن للممارسة الإقليمية - في الواقع العربي – أن تكون جزء من الأسلوب القومي أم مناقضة له ؟
42 ـ ألا يعتبر تصريح الدكور عصمت سيف الولة بأن الناصرية هي نظرية الثورة العربية مناقضا لبيان طارق ؟
43 ـ اذا كان الاحتلال مدانا بجميع أشكاله ، فهل يستوي المحتلون للأرض العربية حكما وإدانة ومقاومة أم يختلفون باختلاف المراحل النضالية وتداعيات الاحتلال على المصير القومي ؟
44 ـ هل يتحدد الموقف من المقاومة على أساس خلفية الآداء والفعل المقاوم للأعداء أم على أساس منابعها ومرجعياتها الفكرية والعقائدية ؟
الخ ...
هي اذن عشرات الأسئلة التي يمكن أن تخطر على البال اثر كل سجال يدور بين القوميين حول أبسط القضايا المطروحة مع كل جديد .. وقد يكون بعضها غريبا أو مستفزا بالنسبة للبعض .. لكن مبرّرها أننا نسمع كل يوم كثيرا من القول المستفز حول موضوع الفرز دون أن نجد له اتصالا بمنابعه الأصلية .. وقد يتساءل البعض المستغرب عن علاقة تلك الأسئلة بموضوع الحديث وفيها ما يبدو أقرب الى التشكيك في المشروع القومي منها الى البحث في اشكالياته المطروحة .. وان كان في هذه الأسئلة ما يثير تلك الحالة ، فلعل الأجوبة تكون أكثر استغرابا حينما تكون على لسان عصمت سيف الدولة نفسه ..!!
وعلى اي حال فنحن لا نريد ان نطرح أسئلة عبثية غير ذات صلة بالواقع ... بل نريد أن نقول من وراء الأسئلة بان موضوع الفرز هو - أولا - على صلة وثيقة بقضايا مطروحة كان الدكتور عصمت سيف الدولة يتفاعل مع أغلبها حتى قبل أن يخطها في كتاباته ، ودون أن يكون ما كتبه مقيّدا لحركته ، وهي أمثلة حية سنرى الى أي مدى يمكن أن تساعدنا على كثير من الفهم والتدقيق في هذا الإشكال القائم .. وثانيا فان موضوع الفرز على صلة وثيقة بمشروع مستقبلي لأمة بأسرها لا يجب أن يكون خاضعا لردود الأفعال العشوائية المنفلتة ولا الى نزوات الأفراد وأهواءهم مهما كانت النوايا حسنة ..
(القدس - م .ع / فيفري 2018).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق